“نفقا مظلما ضيقا لا رؤية فيه “
همس صديقنا -وجدان- بعد تلك الجملة محدثا رفيقه -الانسان- .. ماذا لاح بخاطرك عن هذا النفق ؟
فاطرق برهة ثم اعتلى رواق وجدانه و يقظته .. النفاق
ان المنافق هو إنسان أفسد علي نفسه لمسه !
هو إنسان ،جنسه انس ولكن ثقب إنسانيته و حِسه
المنافق أقرب أن يكون خالي من سواء نفسه ..
فيلقى هذا فيقول انا معك ، و يلقى مضاد هذا فيقول انا معك ! ياللعجب .. اتجتمع الاضداد داخلهم !! كيف يرون أنفسهم ؟؟
ومن قال انهم يرمقونها ولو بنظرة واحدة متدبره متأمله متفكره !
هل هم يسايرون الجميع ليُلَقوا الحفاوة من الجميع ! إذا اين ذاتهم الخاصة !
اين أنفسهم !؟
قد دسوها … فخابوا
(وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا)[91/ 10]
و خدع نفسه ظانا انه يخدع الإله
و حسب انه حاضرا بالحياة
لكن الحقيقة انه في لجج الظلام تاه
و علق بلوغ فاه
(مُّذَبۡذَبِینَ بَیۡنَ ذَ ٰلِكَ لَاۤ إِلَىٰ هَـٰۤؤُلَاۤءِ وَلَاۤ إِلَىٰ هَـٰۤؤُلَاۤءِۚ وَمَن یُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِیلࣰا) [4/ 143]
و ان فعلوا شيئا فعلوه كسلا.. وهذا لان أنفسهم الحقيقية ليست الدافعة لهم و لفعلهم ، فكانت مركزيتهم هاوية ؛ فخارت ذواتهم .. فهم يفعلون الشيء إبتغاء الرؤية من خارجهم ( یُرَاۤءُونَ ) فهم بالأحرى اصبحوا أمساخ و أقنعة لصقت بهم نتاجا من فيض النكت السوداء و الرقع التي لم يستجلبوا لها راقعون .. تمزقت اشلائهم (مذبذبين)
(إِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ یُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَـٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوۤا۟ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُوا۟ كُسَالَىٰ یُرَاۤءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا یَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِیلࣰا) [4/ 142]
یُهۡلِكُونَ أَنفُسَهُمۡ … (9/42 )
و هم لا يبحثون داخلهم و لا يعرفون أنفسهم ولا يذكرونها … فلا أحدا يذكر شيء و هو لا يعرفه .. فكيف يذكرون الله!!
لا هم عرفوه .. ولا عرفوا أنفسهم التي سوها الإله
يختانون أنفسهم .. يظلمونها .. نسواها .. أهلكوها
و هم من استجلبوا هذا كله بهم وكانت هذه العقبة التي لهم
(فَأَعۡقَبَهُمۡ نِفَاقࣰا فِی قُلُوبِهِمۡ إِلَىٰ یَوۡمِ یَلۡقَوۡنَهُۥ بِمَاۤ أَخۡلَفُوا۟ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا۟ یَكۡذِبُونَ) [9/ 77]
..
يا رفيقي وجدان !
معك رفيقي الانسان
معك و لا اكون نفقا داخلي و لا طبقا علي طبق ،معك ولست ذا وسق ، معك حرا كوجدانا طلق •
|سُمَيّالونيس
|